بسم الله الرحمن الرحيم .
*
*
*
قصه مؤثره لشهامة شاب مع إمرأه لا يعرفها ..!
"قال من شاهد القصة :
ذات يوم كنت في مكة في أحد المتاجر الاستهلاكية، وبعد أنْ انتهيت من انتقاء أغراضي في العربة ذهبت ناحية الحساب،
كان قبلي في الطابور امرأة ومعها بنتين صغار ومن بعدهم شاب ثم أنا.
ولاحظتُ أنَّ محاسب الكاشير قال للمرأة: ( حسابك 145 ريال )، وبعدها مدت يدها في شنطتها تدور هنا وهناك،
وجمعت مئة ريال ورقة خمسين والباقي عشرات،
ولقيت كل واحدة من البنات جمعت الريالات التي معها إلى أنْ وصل المبلغ 125 ريال .
وظهر الارتباك على الأم! حاولت ترجع شيء من الأغراض حتى تقلِّل الحساب، وواحدة من البنات تقول لها: ( يا أمي هذي ما نبغاها مو مهمة !)
وفجأة رأيت الشاب الذي يقف خلفهم يرمي ورقة فئة خمسين ريال بجانب المرأة في خفة وسرعة فائقة، ومباشرة يخاطبها بمنتهى الهدوء والأدب:
( أختي، انتبهي لعل هذي سقطت من حقيبتك )،
انحنى أمامها وأخذ الخمسين ريال من الأرض وأعطاها لها .
وشكرته المرأة وأخذت المبلغ ..
وأكملت الحساب وانصرفت.
وبعد أنْ أنهى حسابه هو الآخر تحرّك مسرعاً دون أنْ يلتفت خلفه كأنه يهرب.
فلحقته بسرعة وقلت له: ( انتظر يا أخي، أنا أريد أتحدث معك ).
وسألته : ( بالله عليك كيف جاءتك الفكرة بهذه السرعة ونفذتها بهذا الاتقان ؟! ).
طبعاً في البداية حاول الإنكار، ولكن بعد أن أخبرته بأني شاهدته، وطمأنته أني لست من سكان مكة وأنّي أعتمر وسأرجع مدينتي والأغلب أني لا أراه مرة أخرى،
قال لي: ( شوف يا أخي، واللهِ أنّي كنت متحير ويش أسوي طوال الدقيقتين اللي قعدوا يجمعوا فيها الحساب، ولكن ربَّك سبحانه وتعالى ألهمني هذا التصرف حتى لا أُحْرِج الأم أمام بناتها بدون أدنى حيلة مني، وبالله عليك لا تفتنّي واتركني أذهب! )
قلت له: ( يا أخي، أرجو الله أن تكون ممّن قال عنهم:
{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) }
فبكى واستأذن ومشى لسيارته مسرعاً يغطي وجهه!
أسأل الله له الأجر والثواب وأن يجعلنا وإياه ممن قال الله عنهم:
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }".